يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاثنين، 25 فبراير 2019

لا تشبه الله بمخلوقاته

ذكر احد الملاحدة سؤالا يقول الانسان له مشاعر يحب يكره يغضب و يستخدم في ذلك الدماغ الجهاز العصبي الخ فهل الله حين يغضب علي الكفار و يحب الاخيار و يكره الظالمين يحتاج و يستخدم جهاز عصبي؟
الجواب طبعا لا. فسؤالك فيه عدة مغالطات من اهمها التسوية و التعميم المتسرع
فاولا سؤالك يقتضي ان المشاعر في جميع الموجودات انما هي تفاعلات من المخ تصل الي الخلايا العصبية و العضلات و هذا غلط فعلي سبيل المثال فان النباتات تحس و تتالم و تحدث عدة استجابات مع ما يحدث في محيطها بل وتسمع الاصوات فهل هذه المشاعر و الاستجابات الموجودة في النباتات ناتجة عن وجود جهاز عصبي ؟ الجواب ان النباتات لا تملك اي دماغ او جهاز عصبي
https://www.sciencealert.com/plants-really-do-respond-to-the-way-we-touch-them-scientists-reveal
اذن فليس شرطا ان كل من له مشاعر يملك جهاز عصبي
و نفس السؤال هل يوجد عند البكتيريا والخلايا دماغ لتتحرك وتقوم بعدة وضائف دقيقة ؟
فلاحظ رحمك الله الاختلاف الموجود بين المخلوقات في حد ذاتها مما يجعل قياس التسوية باطلا و اذا امتنعت التسوية بين الخلق امتنع القياس من باب اولي بين الخالق الكامل المطلق و المخلوق الناقص المحدود
فليس من العدل ولا الحق تشبيه الله بالمخلوقات بمجرد تشابه اسم الصفة
فالمخلوقات تحتاج الي هذه الوسائل مخ للتفكير جهاز عصبي لسان الخ قالصفات في الكائنات صفات مخلوقة ناتجة عن اسباب ووسائل اما الله سبحانه فصفاته ازلية ذاتية غير مخلوقة فهو صمد قيوم كامل لا بختاج للوسائل
فان صفة المخلوق ،حادثة لحظية اما صفات الخالق فهي قديمة ازلية فالحب و الكره و الرضا و الغضب هي صفات متعلقة بمشيئته وعدله و الله لا تاخذه سنة و لا بداء و لا غلط فهو عالم ازلا بما سيكون فهو يعلم ازلا قبل ان يخلق البشر من سيعمل ظلما فيغضب عليه ومن سيعمل صالحا فيفرح به و يرضي عنه
فعلم الله بالشيئ الذي يحدث الان ليس هو علما يكمل نقصا فالله علمه كامل بما كان و ما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون فعلمه بالحاضر هو علم ظاهر للناس و ليس علم الله مثل علمنا فعلمنا نحن علم ناقص يزداد يوما بعد يوم ولا يصل لدرجة الكمال بينما علم الله كامل لا يزيد و لا ينقص
فالقاعدة في اسماء الله و صفاته ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير
و قد وهب الله للمخلوقات بعض الصفات التي تشبه صفاته في الاسم وخلقها فيهم منها الرحمة التي انزل منها حزءا صغيرا قسمه بين جميع الخلق و حين يلاحظ المؤمن تلك الصفة الجميلة العظيمة في الخلق يعلم يقينا ان الله اعظم واجل و ان صفة الرحمة تنطبق علي الله علي اعلي وجوه الكمال فيزداد حبه لربه وتعظيمه له

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق